قدرة خارقة :
وقدرة الجلد على الإحساس خارقة فليس بالجلد فقط الحاسة الأكبر بل أيضا به القدرة الخارقة على الإحساس. فالسنتميتر الواحد من الجلد يستقبل ثمانمائة مؤثر. بينما الأذن مثلا وهي محل حاسة السمع لاتستقبل أكثر من ثمانية عشر مؤثرا وإذا زادت المؤثرات عن ذلك فإن الأصوات لاتتمايز.
أما العين وهي محل حاسة البصر فلا تستطيع التمييز بين أكثر من ثمانية عشر مؤثرا هي الأخرى وإلا فإن المرئيات تختلط.
وهذه القدرة الفائقة ترجع إلى الإمكانات الهائلة التي أودعها الله في حلد الإنسان إذا يوجد به نصف مليون عصب كي تمكن الإنسان من الشعور بالضغك واللمس. وبه ثلاثون ألفا من الخلايا الملتقطة للحرارة. تحس بها فترسلها إلى المخ… ويوجد به ربع مليون خلية تلتقط الأشياء الباردة .
ويوجد في جلد الأنف ملايين الشعيرات العصبية التي تجعل صاحبه يحس بأبسط الأشياء فلو لامسته شعرة يحس بها.
وكل بوصة مربعة من الجلد الذي يبلغ نحو عشرين قدما بها ٦٥٠ مليون خلية عصبية .
وبالجلد خلايا عصبية ذات عدد هائل لتؤدي وظائفها في تلقي الإحساسات ونقلها إلى المخ
فيوجد به نحو ثلاثون ألف خلية عصبية للإحساس بالبرودة . وربع مليون خلية للإحساس بالسخونة ونصف مليون خلية للإحساس باللمس . أما الإحساس بالألم فيوجد لتقليه نحو أربعة ملايين خلية.
ضرورة الإحساس بالألم:
ولك أن تتساءل : وماضرورة الإحساس بالألم؟ أو بطريقة أخرى نتساءل: ولماذا هذه الأربعة ملايين خلية للإحساس بالألم؟ إن الألم شيء لانبحث عنه ولايفرح به أحد فلم كل هذا العدد من الخلايا لاستقباله ونقله إلى مراكز الألم في المخ لتسبب الشقاء وعدم الراحلة للإنسان؟ ألم يكن أجمل أن نعيش دون آلام ، فلا نتأذى من الحروق والجروح والخدوش أو الكدمات أو الحرارة والبرودة؟
ربما يكون من المفيد التعرف على الحكمة من ذلك إذا تساءلنا . ماذا كان سيحدث إذا جرح الإنسان جرحا شديدا أو أحرق جزء من جسمه وهو لايراه ولايعلم به؟ أو ماذا يحدث إذا أحاط بالإنسان برد شديد فتتجمد أطرافه دون أن يدري . أو يتلف جسمه دون أن يعلم.
إن الإحساس بالألم نعمة عظيمة. فهو يحذرنا من الأشياء الضارة فنحتاط لها.
الإحساس بالألم في الآخرة:
ومن المفيد أن تعلم أن الله عزوجل في عقابه للطغاة في جهنم يغير عليهم جلودهم حين تفقد القدرة على نقل الألم بفعل النيران . إذ تموت الخلايا العصبية التي تستقبل الإحساس به وتنقله إلى الدماغ يقول سبحانه وتعالى (( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب))
واثبت العلماء في أيامنا أن المصاب بالحروق من الدرجة الثالثة تكون أعصابه قد دمرت فلا يشعر بقوة الآلم مثله في ذلك مريض الجذام. إذ لايشعر بأي ألم في أطرافه لإنعدام الإحساس في هذه المناطق . وإن هذه الحقيقة العلمية الجليلة قادرة على تفسير حكمة الله عزوجل كيف أنه سبحانه يغير جلود أهل النار. حتى يذوقوا حظهم من العذاب ولينالوا نصيبهم من العذاب.
إقرأ المزيد :
هل تعرف ان لصوت الانسان بصمة كبصمة الاصبع لاتتشابه مع غيره
احذر: تأثير سماعات الأذن على السمع!
هل أنت أعسر؟ لماذا فقط عشرة بالمئة من سكان العالم يستخدمون اليد اليسرى