أسعار الموبايلات

هل نحن مقبلين على ارتفاع جنوني لأسعار الموبايلات والسيارات والأجهزة الالكترونية.وكيف يمكن لدولة صغيرة مثل ” تايوان ” أن تتحكم في كبرى دول العالم مثل أمريكا وألمانيا واليابان

هذا ماسنتعرف عليه في مقالنا هذا:

بداية المسبب الرئيسي للإرتفاع الذي سنشهدته خلال الأشهر القادم هو الشح الكبير في الشرائح الإلكترونية ( أنصاف النواقل ). الذي يعتبر المخ الرئيسي لأي جهاز إلكتروني وبدونه يعتبر أي جهاز قطعة خردة

مع بداية ٢٠٢٠ وظهور فايروس كورونا ” كوفيد 19″تغيرت أنماط حياة غالبية البشر. وبسبب فرض الحظر وإغلاق أغلبية المنشأت أضطر ملايين الناس للجلوس في المنازل والعمل ومتابعة الدراسة من المنازل .فتزايد الطلب على الكمبيوترات الثابتة والمحمولة بشكل خيالي.

فمع بداية عام ٢٠٢٠ تجاوز عدد المبيعات حوالي ٣٠٠ مليون جهاز كمبيوتر على مستوى العالم وهذا رقم قياسي إذ ماقارناه مع السنوات السابقة

وطبعا مع إغلاق المنشآت الترفيهية من سينما ومسرح ومنشآت آخرى .تحول الناس للإنقاق على الأجهزة الآخرى كالشاشات والهواتف والذكية وأجهزة الألعاب

فقد بلغت مبيعات شاشات التلفزيون حوالي ٢٢٥ مليون شاشة

بينما تفوقت الهواتف المحمولة ب١.٣٧٨ مليار هاتف ذكي

ومايقارب حوالي ٩ ملايين من playstation 4

و٤ونصف جهاز playstation 5

ووحوالي ٢.٦ مليون جهاز xbox or



طبعا مع ازدياد الطلب الكبير على الأجهزة الإلكترونية ضاعف الطلب بشكل هائل على الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية .والتي تعتبر شركة tsmc التايوانية الشركة الأولى عالميا بتصنيع الرقائق الإلكترونية حيث تسيطر على انتاج 56% من الإنتاج العالمي. ومن ناحية آخرى قل الطلب بشكل كبير على شراء السيارات مما دفع بعض الشركات المصنعة للسيارات أن تطلب من المصنيعين خفض البيع لهم مقابل رفع الطلب للأجهزة الإلكترونية مراعاة للظروف الحالية

ومع منتصف العام ٢٠٢٠ عاد الطلب من جديد على سوق السيارات مما جعل الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية تعتذر لهذه الشركات للإزدياد الهائل عليها ولذلك لعدة أسباب أهمها

أن سوق السيارات العالمي لايتجاوز معدل شرائه السنوي لأنصاف النواقل أكثر من 37 مليار دولار سنويا

بينما شركة appel لوحدها يتجاوز معدل شرائها السنوي 56 مليار دولار سنويا .إضافة إلى شركة samsung يبلغ معدل شرائها السنوي حوالي 36 مليار دولار. لهذا فمن الطبيعي أن تكون الأولوية للشركات الأجهزة الإلكترونية

أما الأسباب الآخرى فهي زيادة الطلب وقلة العرض وذلك بسبب تعرض هذا القطاع لعدة أزمات خانقة منها لجوء الشركات المصنعة للهواتف الذكية لصناعة أجهزة تدعم الجيل الخامس .الذي يعتمد على عدد أكبر من هذه الرقائق إذ ما قارناه بالأجهزة الداعمة للجيل الرابع

أما السبب الأهم فهو الأزمة الحاصلة بين الصين وأميركا أثر تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب بفرض عقوبات على شركة هواوي الصينية . مما دفع الحكومة الصينية لشراء رقائق إلكترونية بقيمة 380 مليار دولار الذي يعادل خمس وارداتها المالية في السنة ولذلك لتأمين احتياجات شركة هواوي الصينية

ومما زاد الطين بلة هو إغلاق المصانع الخاصة بالرقائق الإلكترونية في ولاية تكساس الأمريكية بسبب عاصفة قوية تسببت في قطع الكهرباء عن الولاية وبالتالي فالإنتاج قل .كما أثر الجفاف التي تعاني منه تايوان بشكل سلبي على صناعة الرقائق إذ يبلغ إحتياج صناعة الرقاقة الواحدة حوالي 8 آلاف لتر مياه.

كما توالت المصائب على هذه الصناعة فقد احترق مصنع Renesas الياباني الذي يعتبر مخصص لصناعة الرقائق الإلكترونية .التي تقوم بتزويد شركات صناعة السيارات بإحتياجاتها منها

اي أننا مقبلين على مجاعة الرقائق الإلكترونية كما يطلق عليها الخبراء . سوف تؤدي إلى ارتفاع جنوني لأسعار الموبايلات والسيارات والأجهزة الالكترونية.

أكثر المتضررين طبعا شركات السيارات لذلك قامت عدة شركات في بداية كانون الثاني من عام 2021 . مثل ford و fIAT و NISSAN وعدة شركات آخرى أعلنت عن تخفيض إنتاجهم .وإغلاق عدة مصانع لهم بشكل مؤقت لحين إنجلاء هذه الأزمة

وبذلك سوف يخسر هذا القطاع حوالي 61مليار دولار هذه السنة .مما دفع بعض الشركات للجوء إلى حكوماتهم للتوسط لهم مع تايوان

ففي أمريكا Brian Deeseالمستشار الإقتصادي للرئيس الأمريكي Joe Biden تحدث لوزيرة الشوؤن الإقتصادية التايوانية Wang Mei-hua في فبراير للتوسط عند الشركة التايوانية tsmc لتصنيع الرقائق الإلكترونية لشركات السيارات الأمريكية .كما حذا حذوه وزير الإقتصاد الألماني peter Altmaier وتحدث للوزيرة التايوانية للأسباب ذاتها.

فهل سوف تجد الشركات المصنعة حل للمشكلة القادمة او سوف نشهد رتفاع جنوني لأسعار الموبايلات والسيارات والأجهزة الالكترونية.