تقنية التزييف العميق أو الـ Deep Fake
سمعنا جميعاً عن تقنية التزييف العميق أو الـ Deep Fake. تقنية يمكن استغلالها في تزييف فيديو باحترافية كبيرة ليظهر شخصاً يقول كلاماً لم ينطق به قط دون أن يتمكن عامة الناس من اكتشاف الأمر.
عند انتشار التقنية في البداية أثار الأمر ذعر الكثيرين. استغلالها بشكل سيء قد يؤدي لاندلاع أزمات وحروب ولكن وجود برامج متخصصة في كشف الأمر .قلل من حدة التوتر خاصة أنها ليست ناضجة بالشكل الكافي حتى هذه اللحظة أو على الأقل ليس بالشكل الذي كنا نتوقع أنها وصلت إليه.
الآن وبعد سنوات قليلة من ظهورها بات الأمر مخيفاً. خدمات جديدة ظهرت خلال الفترة الماضية يمكنها استغلال الـ Deep Fake لتجعلك ممثل إباحي. الأمر لا يحتاج سوى صورة عالية الجودة من مئات الصور الموجودة على حساباتك وبعض الأموال لمقدم الخدمة ليصبح ابتزازك مسألة وقت.
اقرأ ايضا:
أفضل برامج قفل التطبيقات لهواتف آيفون وأندرويد
هل اختفت إلى الأبد؟ .. كيفية استعادة رسائل “واتس آب” المحذوفة!
مقدمي الخدمة وبحسب خبراء ينتجون مقاطع إباحية بها وجه الضحية بدقة عالية تجعل من الصعب على عامة الناس اكتشاف تزييفها.
يعيد هذا الأمر فتح معضلة قديمة متعلقة بنشر الصور على الإنترنت. مع انطلاق مواقع التواصل الاجتماعي في العقد الأول من القرن الحالي. تجنب الكثيرون مشاركة صورهم خوفاً من استخدامها في تزييف صور إباحية وابتزازهم بها لاحقاً.
هذه الفكرة كانت تمثل هاجس لفئة الكبيرة من الذين دخلوا عالم الإنترنت في هذا الوقت. فكرة تعديل الصور كانت فكرة مبهمة للكثيرين ولم يكن مفهوم الـ Photoshop قد شق طريقه إلى كل إنسان على الكوكب.
مرت السنوات وأدرك الجميع أن الصور ليست كلها حقيقية وأن تزييفها أمر في غاية السهولة وأن اكتشاف الصور الحقيقة من المزيفة ليس أمراً مستحيلاً.
كما تلاشت مخاوف الناس من مشاركة صورهم حتى إن الجميع بات يشارك حياته اليومية على الملأ وتكونت بدلاً من هذه الفكرة. فكرة أخرى تؤمن أن الصور من السهل تزييفها فإذا أردت أن تثبت شيئاً ما، فعليك إحضار مقطع فيديو. لا يمكنك تعديل الفيديو بالـ Photoshop حتى وإن استخدم برامج أخرى فسيظل الفيديو المفبرك سهل التعرف عليه.
الآن وأن أصبح تزييف مقاطع الفيديو أمراً سهلاً بل ومن الصعب التعرف عليه. ما الحل لنبقى آمنين بعيداً عن استغلال صورنا وابتزازنا بها؟
هل يأتي اليوم الذي نحتاج فيه إلى حذف صورنا من كل مكان خشية استغلالها أم أن الحل في نشر الوعي بإمكانية تزييف المقاطع؟