مقولة نسمعها بإستمرار التاريخ يعيد نفسه في كل حدث يحدث في حياتنا لكن هل سبق ووصلت الأمة الإسلامية إلى هذا الخذلان واليأس من قبل في مقالتنا هذه سوف نجيب عن هذه الأسئلة
في ١٠٧١/٨/٢٦ وقبل ٩٥٠ عاما
في أحد الأيام جمعت أوربا جيشا بلغ عدده 600 ألف مقاتل. ومعهم ألف منجنيق وكل منجنيق يجره مائة ثور.من أجل هدم الكعبة وإبادة المشرق الإسلامي. وكان الجيش يضم البابا ومعه٣٥ ألف بطرك. ومالا يحصى عدده من القوات والسلاح والعدة والعتاد. ومن ثم أعلنوا الحرب المقدسة. وتوجهوا لديار المسلمين من أجل إفنائهم وإبادتهم….!!!
كانت الخلافة العباسية في أسوأ أيامها من فقر وضعف ومهانة وحيث كانت الخلافة لاتضم سوى 3000 جندي يخرجون في موكب الخليفة الذي لا اسم له ولاصفة سوى الدعاء له في صلاة الجمعة…!
فهل انتهى الأمر؟؟ بالطبع لا…
كانت هناك إمارة صغيرة اسمها دولة السلاجقة … كانوا يقفون كحرس حدود على مشارف الخلافة . يصدون غارات البيزنطيين تارة. وينهزمون تارة. وكان قائد تلك الإمارة شاب صغير اسمه ألب أرسلان وبالعربية يعني ( قلب الأسد)
كان هذا البطل عائدا من خراسان . من حرب بجيش قوامه 21 ألف رجل. وبالتالي كان جل جيشه من المصابين أو الفاقدين لسلاحهم. و عندما سمع بمجيء الجيش الأوربي. فأسرع بالعودة وحاول أن يقنع أرمانوس الإمبراطور البيزنطي بالرجوع . إما بالتنازل عن أراض لإمبراطوريته تارة. أو بجزية يدفعها له تارة ويغريه تارة بغنائم والأموال.
ولكن إمبراطور الروم كان يرفض. ويخبره أن مجيء تلك الجيوش الزاحفة وتكلفتها . لاتتسع لها أموال المسلمين كلها…
وأن إبادة المسلمين وهدم مقدساتهم في فلسطين والحجاز هي الثمن الوحيد لذلك.
أسقط في يد البطل …. وأرسل إلى الخليفة يسأله العون والمدد. فلم يجبه معللا له سوء الحال وقلة الجند. و بعد ذلك حاول ألب أرسلان أن يستثير حماسة المسلمين. ويرسل الرسل للأقطار كلها. فلم يجبه سوى القليل…
ذهب أرسلان إلى شيخه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري يسأله المشورة في هذا المصاب الجلل. فحثه على الجهاد والكفاح لدين الله بما أوتي من قوة… وهنا يخرج أرسلان . لجيشه الصغير ويخيرهم… من أراد الجهاد فليبق. ومن أراد الإنصراف فليقدم عذره لله وينصرف!!
وهنا يقف الشيخ العظيم وسط الجيش ويقول لهم ( هذا يوم من أيام الله لامكان فيه للفخر أو الغرور . وليس لدين الله وحرمة دم المسلمين ومقدساتهم في كل الدنيا سوى سواعدكم وإيمانكم…) ويلتفت الشيخ إلى الأسد الشجاع ويقول له: اجعل المعركة يوم الجمعة حتى يجتمع المسلمون لنا والخطباء بالدعاء في الصلاة .
وبالفعل استجاب أرسلان . لهذه النصيحة التي تشرح بأقل العبارات أسباب الانتصار المادية والمعنوية . فالمجاهدون يحتاجون تماما للدعاء. كما يحتاجون إلى السيف والرمح.
وفي يوم الجمعة 7 ذي القعدة 463 هجرية الموافق ل26 أغسطس 1071م . قام ألب أرسلان . وصلى بالناس وبكى خشوعا وتأثرا . ودعا الله عز وجل طويلا ومرغ وجهه في التراب تذللا بين يدي الله. واستغاث به. وعقد ذنب فرسه بيديه. بم قام للجنود:” من أراد منكم أن يرجع فليرجع فإنه لاسلطان هاهنا إلا الله”.
ثم امتطى جواده. ونادى بأعلى صوته في أرض المعركة : ” إن هزمت فإني لاأرجع أبدا. فإن ساحة الحرب تغدو قبري”.
وبهذا المشهد استطاع ألب أرسلان .بإذن الله أن يحول يحول 21 ألف أسد!!!
في مكان اسمه ملاذكرد جنوب شرق تركيا. يقسم أرسلان قواته. ويعزل ويرص الرماة بين جبلين ويتقدم بقواته ليستقبل طلائع الرومان البيزنطيين. بينما تأخر بقية الجيش الأوربي… انقض الرومان بقوات بلغت ستين ألف مقاتل. فتقهقر أرسلان وانسحب إلى الممر ( بين جبلين) وخرج منه. وانتشر خلفه. وقسم قواته إلى فرقة تصد المتقدمين. وفرقة تتقدم وتلتف من جانب الجبل. وتغلق الممر من الأمام. وبهذا يغلق الممر تماما. ويحاصرهم في كمين من أحكم الكمائن في تاريخ الحروب…
دخلت القوات البيزنطية . وانتظر حتى امتلأ بهم الممر وأشار للرماة. فانهالت عليهم السهام كالمطر. فأبادوا ستين ألفا من المحاربين في ظرف ساعتين. لدرجة أن فرقتين حاولوا الصعود على جانبي الممر لإجلائهم ولكن السهام ثبتتهم. واخترقت أجسادهم بالممر فغطته بجثثهم… ومن حاول الخروج من فتحتي الممر كان السلاجقة في انتظارهم.
علم الأوربيون بالهزيمة. فتقدمت قوات أرمينية وجورجية وروسية. فاستقبلتهم فرقة المقدمة فأبادتهم . فاشتد الخلاف بين قادة الجيش الأوربي. وتبادلوا الإتهامات وحدي الخلل. ورجعوا لبلادهم وانسخبوا منهزمين. وترموا بقية البيزنطيين فانقض عليهم أرسلان. فقضى عليهم وأبادهم عن بكرة أبيهم . ووقع الإمبراطور البيزنطي في الأسر. وكان يوما من أيام الله!
هل كان أحد يتخيل ماحدث؟
هل بالعقل والمنطق والحسابات الأرضية . من يتصور أن يصمد 21 ألف مقاتل. أمام نصف مليون مقاتل أوربي مشبع بالحقد الأسود؟؟!!
لا بل يهزموهم لله درك يا ألب أرسلان.
إقرأ المزيد:
ملهم اللاجئين … من شبح الموت إلى الإمارة
القائد الأمازيغي المسلم الاسطورة مرعب اوروبا